11/12/2010 م
حسب تسريبات ويكيليكس
البابا يعارض انضمام تركيا لأوروبا
كشف موقع ويكيليكس مسؤولية البابا بنديكت السادس عشر عن تنامي مشاعر الرفض لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي حتى قبل أن يتربع على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية رسالتين أرسلتا من السفارة الأميركية في الفاتيكان خلال أغسطس/ آب 2004 وديسمبر/ كانون الأول تؤكدان معاداة الفاتيكان لانضمام تركيا. وتشير برقية مرسلة في يونيو/ حزيران 2009 إلى اهتمام عاصمة الكاثوليك بتقليل نفوذ الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في أميركا اللاتينية.
في البرقية الأولى ينقل القائم بالأعمال الأميركي في الحاضرة البابوية برنت هارد عن القائم بأعمال وزير خارجية الفاتيكان المنسنيور بييترو بارولين تأكيده أن ما قاله الكاردينال جوزيف ريتزغر (اسم بنديكت قبل تنصيبه) من أن تركيا هي نقيض دائم لأوروبا، غير ملزم للفاتيكان.
لكن بارولين يشير –حسب البرقية- إلى أن الفاتيكان تبقى قلقة من مستوى الحريات الدينية في تركيا وخصوصا ما يتصل منها بالوضع القانوني للكنائس.
ويضيف أن الصعوبات والتعقيدات أمام عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي ليست من النوع الذي يصعب تجاوزه لكنه مواضيع ضرورية يجب تناولها قبل المضي قدما إلى الأمام.
ويشير الدبلوماسي الأميركي في ذات البرقية إلى أن تأثير الكاردينال ريتزغر كبير في موضوعات العقيدة والإيمان داخل الفاتيكان, لكن ذلك لم يمتد إلى سياستها الخارجية.
المحاولة الفاشلة
لكنه يقول بالمقابل إن ريتزغر كان رائدا في المحاولة الفاشلة للفاتيكان لإدراج مبدأ الجذور المسيحية في مشروع الدستور الأوروبي. كما أنه يعتقد بقوة أن إدخال أمة إسلامية إلى داخل الاتحاد الأوروبي من شأنه إضعاف المؤسسات المسيحية بداخله.
ويمضي الدبلوماسي قائلا "في كل الأحوال يبقى موقف مسؤولي الفاتيكان حذرا ومتحفظا من موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي". ويضيف أن البابا يوحنا بولس أبلغ السفير التركي في الفاتيكان خلال لقائهما في فبراير/ شباط أنه مع انطلاق تحضيرات تركيا لتأسيس علاقة جديدة بأوروبا فإن الكنيسة (الفاتيكان) تشدد على "حقوق الإنسان الأساسية للأتراك الكاثوليك".
وفي برقية ثانية مرسلة من القائم بالأعمال الأميركي في الفاتيكان بيتر مارتين في 7 ديسمبر/ كانون الأول عام 2006 يقول إن مسؤولين كبارا بينهم البابا بنديكت السادس عشر تحدثوا بإيجابية علنا عن الوحدة الأوروبية لكنهم انتقدوا وضع الحريات الدينية داخل تركيا.
لم يتبدل
ويمضي الدبلوماسي قائلا إن موقف الفاتيكان لم يتبدل من عضوية تركيا رغم ما تردد بعد لقاء البابا بنديكت برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. ويضيف "في الحقيقة لم يوافق البابا ولا الفاتيكان على عضوية تركيا, أكثر من ذلك فإن الحاضرة البابوية مستمرة في التشديد علنا فقط على ضرورة تمتع تركيا بمعايير كوبنهاغن الخاصة بعضوية الاتحاد الأوروبي".
وتمضي البرقية إلى القول إن المونسنيور باولين قال "لا نرى عقبة أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي"، وذلك في نظر الأخير تطوير يتيح مزيدا من الحقوق الدينية للأقليات في تركيا.
وفي مقطع آخر من البرقية ينقل الدبلوماسي الأميركي عن باولين عدم رضاه عن قيام الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر بوضع فيتو على تسع مواد من قانون جرى إقراره في تركيا حديثا يتصل بالأقليات الدينية.
ويضيف أن باولين لاحظ أن قساوسة مسيحيين كانوا قد أرسلوا قبل عامين رسالة أشاروا فيها إلى أن المواد الملغاة تتصل بمشاكل يكابدونها وأن ذلك يلقي الضوء على المشاكل التي يعانيها الكاثوليك اليوم في تركيا.
زيارة تنفيس
وتتناول البرقية أثر زيارة البابا بنديكت السادس عشر لتركيا في تنفيس التوتر الذي كان قائما بين تركيا والفاتيكان قبلها.
وبخصوص ما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن دعم البابا لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ينقل الدبلوماسي الأميركي عن القائم بأعمال وزير خارجية الفاتيكان قوله إن "رئيس الوزراء أساء فهم أقوال الحبر الأعظم وهو على الأرجح يريد كسب تغطية إعلامية جيدة للقائهما. البابا عبر عن الموقف الذي نتمسك به لكنه قاله على الأرجح بطريقة ملطفة".
ويقول الدبلوماسي إن الرسالة الأسبوعية التي وجهها البابا لجمهوره في 6 ديسمبر تقول "البابا يعرب عن أمله بأن يتشارك المسيحيون والمسلمون في العمل لحقوق الإنسان ويشدد على أمله بأن تركيا ستكون جسر الصداقة والتعاون الأخوي بين الشرق والغرب".
المصدر: الجزيرة.
الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/011591BB-9C5E-4776-83E4-BF5E1D4FA272.htm.
An Open Letter to Rania Al Abdullah of Jordan
9 years ago
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.