25/3/2011 م
محمد النجار-عمان
هددت قوات الأمن الأردنية باستعمال القوة لفض اعتصام مفتوح يخوضه شبان في ميدان جمال عبد الناصر وسط العاصمة عمان، في أول خطوة من نوعها منذ اندلاع شرارة المظاهرات في المملكة على غرار ما يحصل في بلدان عربية أخرى.
وقال شبان التقوا قائد أمن إقليم العاصمة اللواء بشير المجالي إن الأخير أبلغهم بأنه لن يسمح لهم بنصب خيام في الميدان والمبيت فيها، وأنه هددهم بفض الاعتصام بالقوة.
وأعلن الشبان عبر سماعات ثبتت على سيارة تحولت إلى إذاعة للاعتصام المستمر منذ الساعة 12 من ظهر يوم الخميس، أنهم مستمرون في اعتصامهم ووجهوا رسائل عدة لوزير الداخلية ومدير الأمن العام بأن اعتصامهم سلمي ولا يخالف الدستور والقوانين.
وانتشرت قوات من الدرك قرب مبنى محافظة العاصمة المواجه للاعتصام، وشوهدت تعزيزات كبيرة من قوات الشرطة والدرك في الشوارع القريبة من مكان الاعتصام، إلى جانب سيارات المياه الساخنة التي تستخدم في مكافحة الشغب، كما تعرض مكان الاعتصام لقطع الكهرباء عدة مرات.
وحتى الساعة الثالثة من فجر الجمعة (الواحدة بتوقيت غرينتش) لم تتدخل قوات الأمن لفض الاعتصام، غير أن تحركاتها حول المعتصمين ظلت تثير الشكوك في نفوسهم، الأمر الذي دعاهم إلى عمل حاجز بشري حول مكان اعتصامهم.
وأصيب نحو 50 شابا من المشاركين في الاعتصام جراء إلقاء الحجارة من طرف عشرات المدنيين في اعتصام مقابل تجمع مساء الخميس هتف للملك عبد الله الثاني وندد بالمعتصمين وبالأحزاب السياسية.
واتهم معتصمو حركة 24 آذار رجال الأمن والحكومة بالتواطؤ مع من وصفوهم "بالبلطجية"، وقالوا إن الحجارة تلقى على مرأى من رجال الأمن العام وضباطه الذين لم يحركوا ساكنا.
وبينما تمت معالجة المصابين في عيادة ميدانية كانت عبارة عن خيمة داخل الميدان، نقل خمسة مصابين إلى مستشفيات قريبة من بينهم طفل عمره 12 عاما.
مطالب إصلاحية
واستمر المعتصمون بترديد الهتافات التي تطالب بحل جهاز المخابرات وإسقاط مديره الفريق محمد الرقاد، كما رددوا مطالب إصلاحية مثل تعديل الدستور ومحاسبة الفاسدين، وقالوا إنهم لن يغادروا الاعتصام حتى تتحقق مطالبهم.
ونقلت مصادر مطلعة للجزيرة نت أن خلافات دارت داخل مؤسسات القرار في المملكة حول كيفية التعامل مع الاعتصام.
فبينما كانت هناك جهات أمنية وسياسية تفضل عدم الاصطدام بالمعتصمين، نقل أن جهات أمنية كانت تدفع باتجاه قمع اعتصامهم وعدم تسجيل سابقة نجاح أول اعتصام مفتوح تنصب فيه الخيام وينام المعتصمون في ميدان عام لأول مرة في الأردن.
وقالت مصادر في لجنة الحوار الوطني التي تشكلت قبل أيام لتعديل قانوني الانتخاب والأحزاب إن أعضاء في اللجنة هددوا بالاستقالة في حال قمع الشبان المعتصمين بشكل سلمي.
وقال آخرون إن هناك تقديرات بأن قمع الاعتصام سيقود إلى أزمة سياسية في البلاد التي تشهد حديثا عن الإصلاحات الجذرية على وقع مسيرات واعتصامات مستمرة.
وانضم ثلاثة من أعضاء لجنة الحوار إلى الاعتصام وأعلنوا تأييدهم لمطالبه وهم خالد رمضان والدكتور محمد أبو رمان والدكتور موسى برهومة، إضافة إلى لجنة إحياء نقابة المعلمين.
كما أعلن عميد الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية سلطان العجلوني انضمامه إلى الاعتصام، ونقل عن الأسرى الأردنيين في إسرائيل تأييدهم لمطالب حركة 24 آذار.
وتحدث أحد أعضاء لجنة الحوار الوطني للجزيرة نت عن أن لا نية حقيقية لإصلاحات جذرية في الأردن، لافتا إلى وجود قوى شد عكسي ترفض الإصلاح الجذري وتدفع باتجاه إصلاحات شكلية.
مشاركة متنوعة
وتحول الاعتصام إلى مزار من قبل شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية عديدة، حيث ألقى شعراء قصائد بالميدان، كما ألقيت كلمات من قبل شبان وفتيات يمثلن قطاعات شبابية وعشائر ونقابات مهنية واتجاهات سياسية في الجامعات الأردنية.
واعتبر سياسيون ومثقفون حضروا للاعتصام أنه يشكل نقلة نوعية في ارتفاع سقف مطالبه من جهة، ولكونه أول اعتصام مفتوح منذ انطلاق الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا.
وكانت حركة 24 آذار دعت الشبان إلى اعتصام مفتوح عبر صفحتها على فيسبوك، ليستجيب الآلاف لدعوتها الخميس.
وانصهر في الاعتصام شبان منتمون لتيارات إسلامية ويسارية وقومية وحركات شعبية جديدة ومستقلون وأبناء عشائر في الاعتصام، بينما استمع الشبان من "إذاعتهم" لأغانٍ وطنية كلها تنشد لحب الأردن وجيشه والدفاع عن أرضه.
المصدر: الجزيرة.
الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/E7406460-6728-4BB2-83A3-6C5EB56CB63D.htm.
An Open Letter to Rania Al Abdullah of Jordan
9 years ago
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.